المذلة الرياضية

Publié le par Amine


ينقسم الناس عند كثير من الشباب البيضاوي إلى قسمين : "رجاوي" و "ودادي"…صنفان لا ثالث لهما، و ما دون ذلك فهو خارج اللعبة تماما…أوف سايد

عند بعض الرباطيين كذلك، فخر المرء أن يكون "فاراويا" حتى النخاع

إذا سألت أحدهم ما خير يوم عندك طلعت عليه الشمس؟ أجابك يوم انتصر "ليفار" على "العديان"

و ما قولك في قلب الهجوم؟ ذاك نفذيه بأرواحنا، خير مهاجم ولدته الأرحام

أما و قد انتقل إلى فريق "العديان"؟؟ مهزلة اللاعبين إذا، و أسوء من داست قدماه "التيران"

 

خير أيام الأسبوع عند شبابنا أولئك يوم الأحد ابتداء من الثالثة زوالا، موعد البطولة الوطنية،

و عيدهم نهاية كأس العرش... كل المفاهيم تدور في فلك الكرة، يحبون لها و يبغضون لها، بها يفرحون و لأجلها يبكون...

 

لماذا كل هذا الغلو في التفاعل مع كرة القدم بين شبابنا؟ أهو الفراغ الذي يفسح المجال للتعلق بأي شيء يلهب المشاعر و يشعل الحماس؟ و لماذا يغيب نصف هذا الحماس أو أقل، في مظاهر و قضايا أخرى تفوق بالأهمية لقاء من البطولة الوطنية؟

 

حتما لا أدعو لمقاطعة هذه الرياضة، بل إنني ممن يعشقون لعبها و متابعة بعض مبارياتها، إنما المشكل أن تعطى أكبر من قدرها، و أن تكتسح منظومة القيم و تعيبها...

 

فتصبح الكرة هي من تحدد "الأعداء" الذين تجب محادتهم، و "الأولياء" الذين تجب نصرتهم...و أذكر حين سألت أحد أصدقائي ما رأيك في الشعب المصري؟ قال "ما كنحملش فيهم الشعرة" قلت "أ علاش؟" قال "على ما عقلتيش شنو دار لينا حسام حسن فإقصائيات كأس العالم؟؟"

 

و تصبح هي الحدث الذي لا يفوت فيه تفصيل، فتجد صاحبنا يحفظ اللاعبين و الاحتياطيين، و قيم صفقات الانتقال و رواتب المدربين، هذا فضلا على اجتهاداته الخاصة في مجال التحليل الكروي...و إذا سألته عما ينفعه من العلوم لا يكاد يفهم السؤال

 

و تصبح هي القضية التي من أجلها يضحى بالغالي و النفيس...أذكر آخر مرة سولت لي نفسي الذهاب لمشاهدة مباراة حامية الوطيس مع ثلة من أصدقاء القسم، دخلنا الملعب الثانية بعد الزوال علما أن المباراة تجرى في الثامنة، و صبرنا على العطش لأن "المردا" في مدخل الملعب يجردك من كل القارورات، و التهمنا سندويتش ب3 دراهم بين الشوطين، لا يعلم ماذا كان بين دفتيه إلا الله و بائعه...و حتى تكتمل الملحمة، سرقت أغراضنا في طريق العودة و أصيب صديقي بكسر في يده في تدافع نهاية المباراة...لكن لسان حاله ظل يقول: "كلشي يهون فسبيل الفرقة"

 

إنه الفراغ حتما...فراغ الوقت و فراغ الروح...حين لا يجد الشاب قدوة يتخذ "ميسي" و "رونالدينيو" قدوة...و حين لا يعلم لنفسه هوية يوطنها في "برشلونة" أو "ميلانو"...و حين لا يحمل ما يضحي من أجله، يصير فريق كرة القدم القضية كلها، و مدعاة التضحية و النضال...فلا عجب أن يظل على دكة الاحتياط في مقابلة الحياة، و حين يدخل المعترك، فإما شرود، و إما قدفة بدون اتجاه...

Publié dans point de vue

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article
I
salam jazak allah kol khayer 3la had l'article mé il vaut mieux pr la prochaine fois de donner certaines solutions pr ce probleme... :)
Répondre
A
<br /> anta ahl ljazae...<br /> Merci pour ton passage...<br /> quand la source du problème est connue, il n'est plus très utile de donner des lecons quant à comment y remédier ... mais j'y penserai la prochaine fois inchaLAH :)<br /> <br /> <br />