بتر المِراء في إنكار الإنحناء

Publié le par Amine

oooh.jpg

 

إذا كان البعض يتحجج على مصداقية مراسيم "تقديم الولاء" بأنها "موروث ثقافي"، فهو موروث عفِن، شأنه شأن الموروث الثقافي التقليدي الذي كان يقضي بمناداة الزوجة "مراتي حاشاك" أو ذاك الذي يجعل من مراسيم "السروال" ليلة العُرس محطة لا غنى لكل زوجين عنها. كل ما يمتهن كرامة الإنسان و يُدنس شرفه مرفوض مهما كان ضاربا في القدم.

 

إلى الذين سمعوا أن رجلا شبه بيعة الملك ببيعة الرضوان، و أن الموروث ديني فضلا عن كونه ثقافي أقول : مبايعة خير خلق الله كانت بالمُصافحة، و كان يقف على صعيد واحد مع المؤمنين … و استأذن أبا أيوب الأنصاري أن يسكن في الطابق السفلي لمنزله … و كان يخطب من على الأرض حتى كثر سواد الناس في المسجد فاستأذنوه في أن يجعلوا له منبرا ليرتقي بضع درجات كي يراه الناس … و منع أصحابَه أن يقفوا له إن هو دخل عليهم، فما بالك أن يركعوا و يصطفوا له اصطفاف العباد على أرض المحشر. أما صاحب التشبيه نفسه، فسفيه لا يُرد عليه.

 

اتخاد موضوع مراسيم "تقديم الولاء" مركز النقاش، و تحميله أكثر مما يتحمل أمر مُجانب للصواب و إغراق الناس في تفاصيل ثانوية و إن كانت ذات دلالة رمزية، لا ترقى إلى مستوى "المشكل الذي ينبغي التجند لحله". الموضوع الأساسي هو موقع الملك في إدارة شؤون البلاد، صلاحياته، و حشر أجسام غريبة تكنى "بالمحيط الملكي" أنوفها في تسيير البلد، و استنزافها لخير البلاد و العباد باسم الانتماء للفلك الملكي.

 

تضخيم المشكل من شأنه إعطاء الفرصة لتضخيم حله. و انتظر أن تقرأ على الصحف بالبند العريض بعد عامين أو ثلاثة : "صاحب الجلالة يصدر مرسوما بإلغاء مراسيم البيعة و تعويضها بحفل بهيج على مائدة عشاء" … ثم انتظر أمناء الأحزاب و هم يلتقمون ميكروفونات الإعلام العمومي ليشيدوا بهذا "الإصلاح الجوهري" و "الخطوة في طريق الحداثة" و "الصفحة الجديدة في تاريخ المغرب المعاصر" و ما إلى ذلك من التعاليق الخشبية الصادرة عن جباه من الإسمنت المسلح.

 

أبقى من المؤيدين لاستمرار مراسيم الانحناء القائم الزاوية، كي تستمر العلامات الدالة على أن الكرامة و العدل في هذا البلد مؤجلين إلى حين. دعوهم يركعوا حتى يذكروا المغاربة كل سنة أن الربيع المغربي أينع خروبا … دعوا وزير الأوقاف يستخف المغفلين … دعوا مصطفى العلوي يؤثث الفضاء السمعي – البصري بمعلقات كلامه الشنعي – البَعَري. اللهم الفقصة الواعية ولا الارتياح الوهمي !

Publié dans Maroc révolution

Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article